أُوتى من الزيادةِ في طولِه عليهم ما لم يُؤْتَه غيرُه منهم.
كما حدَّثني المثنى، قال: حدَّثنا إسحاقُ، قال: حدَّثنا إسماعيلُ بنُ عبدِ الكريمِ، قال: حدَّثني عبدُ الصمدِ بنُ مَعْقِلٍ، عن وَهْبِ بن مُنَبِّهٍ، قال: لمَّا قالت بنو إسرائيلَ: ﴿أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ﴾. قال: واجتمَع بنو إسرائيلَ، فكان طالوتُ فوقَهم من مِنْكَبَيه فصاعدًا (١).
وقال السُّدَّيُّ: أُتِي النبيُّ ﷺ بعَصًا تكونُ مقدارًا على طولِ الرجلِ الذي يُبْعَثُ فيهم مَلِكًا، فقال: إن صاحِبَكم يكونُ طولُه طولَ هذه العصا. فقاسُوا أنفسَهم بها، فلم يكونوا مثلَها، فقاسُوا طالوتَ بها، فكان مثلَها.
حدَّثني بذلك موسى، قال: حدَّثنا عمرٌو، قال: حدَّثنا أسباطُ، عن السُّدِّيِّ (٢).
وقال آخرون: بل معنى ذلك: إن الله اصطفاه عليكم وزاده مع اصطفائِه إيَّاه ﴿بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ﴾. يعنى بذلك: بَسَط له مع ذلك في العلمِ والجسمِ.
ذكرُ من قال ذلك
حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زِيدٍ: ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ﴾: بعدَ هذا (٣).
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٤٦٦ (٢٤٦٢) من طريق إسماعيل بن عبد الكريم به. (٢) أخرجه المصنف في تاريخه مطولًا ١/ ٤٦٧، ٤٦٨، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٤٦٦ (٢٤٦١) من طريق عمرو بن حماد به. (٣) ذكره أبو حيان في البحر المحيط ٢/ ٢٥٨ بنحوه.