﴿يَتَمَطَّى﴾. قال: يَتَبَخْتَرُ؛ وهو أبو جهلِ بن هشامٍ، كانت مِشْيَتَه (١).
وقيل: إنَّ هذه الآيةَ نزَلت في أبي جهلٍ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿يَتَمَطَّى﴾. قال: أبو جهلٍ (٢).
حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (٣١) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (٣٢) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى﴾. قال: هذا في أبي جهلٍ مُتَبَخْتِرًا.
وإنما عُنِى بقولِه: هو ﴿يَتَمَطَّى﴾: يَلْوِى مَطَاه تَبَخْتُرًا، والمَطَا: هو الظَّهرُ، ومنه الخبرُ عن رسولِ اللهِ ﷺ:"إذا مَشَتْ أمتى المُطَيْطَاءَ (٣) "وذلك أن يُلْقِيَ الرجلُ بيدَيه ويَتَكفَّأُ (٤).
وقولُه: ﴿أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (٣٤) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى﴾. هذا وعيدٌ مِن اللهِ ﷿ على وعيدٍ لأبي جهلٍ.
كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدُ، عن قتادةَ: ﴿أَوْلَى لَكَ
(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٣٣٤، ٣٣٥ عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٩٦ إلى عبد بن حميد وابن المنذر. (٢) ذكره القرطبي ٢٩/ ١١٤. (٣) أخرجه الترمذى (٢٢٦١)، وابن المبارك في الزهد (١٨٧) زيادات نعيم بن حماد من حديث ابن عمر. (٤) وجاء في النهاية: والمطيطاء بالمد والقصر: مشية فيها تبختر ومد اليدين. ويقال: مطوت ومططت، بمعنى مددت، وهى من المصغرات التي لم يستعمل لها مكبر. ينظر النهاية ٤/ ٣٤٠.