﴿كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا﴾. لا بُدَّ له أنْ يقولَها (١).
﴿وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ﴾. يقولُ: ومن أمامِهم حاجرٌ يحجُرُ بينَهم وبينَ الرجوعِ. يعنى: إلى يوم يُبْعَثون من قبورِهم، وذلك يوم القيامةِ.
والبرزخُ والحاجزُ والمُهْلةُ متقارباتُ المعنى.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذِكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ: ﴿وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾. يقولُ: أجلٌ إلى حينٍ.
حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا ابن يمانٍ، عن أشعثَ، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ في قولِه: ﴿وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ﴾. قال: ما بعد الموت (٢)
حدثني أبو حميد الحمصي أحمد بن المغيرة، قال: ثنا أبو حَيْوة شريحُ بن يزيدَ، قال: ثنا أرطاةُ، عن أبي الحجاجِ (٣) يوسفَ، قال: خرجتُ مع أبي أمامةَ في جِنازةٍ، فلما وُضِعت في لَحْدِها، قال أبو أمامةَ: هذا برزخٌ إلى يوم يُبعثون (٤).
(١) ينظر تفسير ابن كثير ٥/ ٤٨٧. (٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٥ إلى المصنف. (٣) سقط من: م، ت ١، ت ٣، ف. وينظر تهذيب الكمال ٢/ ٣١٢. (٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٥ إلى المصنف وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وسمويه في فوائده.