القائلِ: سنَّمتُهم (١) العينَ (٢) تسنيمًا. إذا أجريتها عليهم من فوقِهم، فكان معناه في هذا الموضعِ: ومزاجُه من ماءٍ ينزلُ عليهم من فوقِهم فينحدرُ عليهم. وقد كان مجاهدٌ والكلبيُّ يقولان في ذلك كذلك.
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدَّثنى الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿تَسْنِيمٍ﴾. قال: تسنيمٍ يعلو (٣).
حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن الكلبيِّ في قولِه: ﴿تَسْنِيمٍ﴾. قال: تسنيمٍ ينصبُّ عليهم من فوقِهم، وهو شرابُ المقرَّبين (٤).
وأما سائرُ أهلِ التأويلِ، فقالوا: هو عينٌ يُمزَجُ بها الرحيقُ لأصحابِ اليمينِ، فأما المقرَّبون فيشرَبونها صِرْفًا.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا وكيعٌ، عن الأعمشِ، عن عبدِ اللهِ بن مُرَّةَ، عن مسروقٍ، عن عبدِ اللهِ في قولِه: ﴿مِنْ تَسْنِيمٍ﴾. قال: عينٍ في الجنةِ يشربُها (٥) المقرَّبون، وتُمزج لأصحاب اليمينِ (٦).
(١) في ص: "سمتهن"، وفى ت،٢ ت ٣: "تسنمت". (٢) في ت: "البعير". (٣) تفسير مجاهد ص ٧١٣، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٧ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث. (٤) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٣٥٧ عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٨ إلى ابن المنذر. (٥) في ت ٢، ت ٣، والمصنف، والدر: "يشرب بها". (٦) أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/ ١٤٢، وهناد في الزهد (٦٦)، والحسين المروزى في زوائده على الزهد: =