وأمَّا الذين قرَءوه بتخفيفِ الهاءِ وضمِّها، فإنهم وجَّهوا معناه إلى: ولا تَقْرَبوا النساءَ في حالِ حيضِهن حتى ينقطعَ عنهنَّ دمُ الحيضِ يَطْهُرْنَ. وقال بهذا التأويلِ جماعةٌ مِن أهلِ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا ابنُ بشَّارٍ، قال: ثنا ابنُ مَهْدِيٍّ ومُؤَمَّلٌ، قالا (٣): ثنا سفيانُ، عن ابنِ أبى نَجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ﴾. قال: انقطاعُ الدمِ (٤).
حدَّثنى محمدُ بنُ عَمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، عن سفيانَ، أو عثمانَ بنِ الأسودِ: ﴿وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ﴾: حتى ينقطعَ الدمُ عنهنَّ (٥).
حدَّثنا ابنُ حُميدٍ، قال: ثنا يحيى بنُ واضحٍ، قال: ثنا عُبيدُ اللهِ العَتَكيُّ، عن عكرمةَ في قوله: ﴿وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ﴾. قال: حتى ينقطعَ
(١) هى قراءة ابن كثير ونافع وأبى عمرو وابن عامر وعاصم في رواية حفص. ينظر السبعة ص ١٨٢. (٢) هى قراءة حمزة والكسائي وعاصم في رواية أبى بكر والمفضل. المصدر السابق. (٣) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "قال". (٤) تفسير سفيان ص ٦٦، ومن طريقه الدارمي ١/ ٢٥٠، والنحاس في ناسخه ص ٢٠٩، والبيهقي ١/ ٣١٠. (٥) أخرجه الدارمي ١/ ٢٤٩ من طريق سفيان، عمن حدثه، عن مجاهد.