فإن قال قائلٌ: وكيف قيل: ﴿كَحُبِّ اللهِ﴾؟! وهل يحبُّ اللهُ الأندادَ؟! أو هل كان مُتَّخِذو الأندادِ يُحِبون اللهَ فيقالَ: ﴿يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ﴾؟! قيل: إنَّ معنى ذلك بخلافِ ما ذَهَبْتَ إليه، وإنما نَظيرُ ذلك قولُ القائِلِ: بِعتُ غلامِي كبَيْعِ غلامِك. بمعنى: بِعْتُه كما بِيعَ غُلامُك، وكبَيْعِك غلامَك. واسْتَوْفَيْتُ حقِّي منه استِيفاءَ حقِّك. بمعنى: استيفائِك حقَّكَ. فتَحْذِفُ مِن الثاني كنايةَ اسمِ المخاطَبِ اكتفاءً بكنايتِه في "الغلامِ" و"الحقِّ"، كما قال الشاعرُ (٣):
فلستُ مُسَلِّمًا ما دُمْتُ حَيًّا … على زَيْدٍ بتَسْلِيمِ الأميرِ
(١) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣. (٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٧٦ (١٤٨١) من طريق عمرو بن حماد به. (٣) معاني القرآن للفراء ١/ ١٠٠، والبيان والتبيين ٤/ ٥١، وأمالي المرتضى ١/ ٢١٥. (٤) في م: "كحب". (٥) في الأصل: "ترى". وينظر ما سيأتي في الآية من قراءات.