قارئو ذلك كذلك بأنه في إحدى القراءتين:(قالوا رَبَّنَا (١) لَئِنْ لم تَرْحَمْنَا (٢) وتَغْفِرْ لَنا). فذلك دليلٌ على الخطابِ.
والذي هو أولى بالصوابِ مِن القراءة فى ذلك (٣) القراءةُ على وجهِ الخبرِ بالياءِ في ﴿يَرْحَمْنَا﴾، وبالرفعِ في قولِه: ﴿رَبُّنَا﴾؛ لأنه لم يتقدّمْ ذلك ما يوجبُ أن يكونَ موجهًا إلى الخطابِ. والقراءةُ التي حَكَيتُ على ما ذكرنا مِن قراءتِها: [قالوا ربَّنَا (٤) لَئِنْ لم تَرْحَمْنَا (٥)] (٦) لا تُعرَفُ صِحَّتُها مِن الوجهِ الذي يجبُ التسليمُ له (٧).
يقولُ تعالى ذكرُه: ولما رجَع موسى إلى قومِه مِن بنى إسرائيلَ، رجَع غضبانَ أسِفًا؛ لأن اللَّهَ جل ثناؤه كان قد أخبره أنه قد فتَن قومَه، وأن السامريَّ قد أضلَّهم، فكان رجوعُه غضبانَ أسِفًا لذلك.
والأسَفُ شدّةُ الغضبِ والتغيُّظ فيه (٩) على مَن أغضبَه.
(١) سقط من: النسخ، وستأتى على الصواب بعد قليل. وهى قراءة أبى. ينظر البحر المحيط ٤/ ٣٩٤، وهى شاذة. (٢) بعده في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "ربنا". (٣) القراءتان كلتاهما صواب مقروء بهما. (٤) سقط من: م. (٥) بعده في م: "ربنا". (٦) في الأصل، ص، ف: "ربنا لئن لم ترحمنا". (٧) في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "إليه". (٨) في ص: "يتغمدنا"، وفى ت:٢ "يتعهدنا"، وبعده في م: "بها". (٩) في ص، م، ت ١، ف: "به".