كما حدَّثني عمرانُ بنُ بكارٍ الكلاعيُّ، قال: حدَّثني عبدُ السلامِ بنُ محمدٍ الحضرميُّ، قال: ثنى شريحُ بنُ يزيدَ، قال: سمِعتُ نصرَ بنَ عَلقمةَ يقولُ: قال أبو الدرداءِ في قولِ اللَّهِ: ﴿غَضْبَانَ أَسِفًا﴾. قال: الأسَفُ منزلةٌ وراءَ (١) الغضبِ أشدُّ من ذلك، وتفسيرُ ذلك في كتابِ اللَّهِ: ذهَب إلى قومِه غضبانَ، وذهَب أَسِفًا (٢).
وقال آخرون في ذلك ما حدثني به موسى بنُ هارونَ، قال: ثنا عمرُو بنُ حمّادٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ (٣): ﴿أَسِفًا﴾ قال: حزينًا (٤).
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبى، قال: ثنى عمِّى، قال: ثنى أبى، عن أبيه، عن ابن عباسٍ: ﴿وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا﴾. يقولُ: أَسِفًا حزينًا. وقال في "الزخرفِ": ﴿فَلَمَّا آسَفُونَا﴾ [الزخرف: ٥٥] يقولُ: أغضَبونا. والأسفُ على وجهين؛ الغضبُ والحزنُ (٥).
حدَّثنا نصرُ بنُ عليٍّ، قال: ثنا سليمانُ بنُ سليمانَ، قال: ثنا مالكُ بنُ دينارٍ، قال: سمِعتُ الحسنَ يقولُ في قولِه: ﴿وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا﴾ قال: غضبانَ حزينًا (٦).
وقولُه: ﴿قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي﴾. يقولُ: بئس الفعلُ فعلتم بعدَ فراقى إيَّاكم وأوليتمونى في من خَلَفْتُ ورائى من قومِى فيكم ودِينى الذي أمَركم به
(١) في الأصل، ص، ف، ت ٢، س، ف: "وذا". (٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ٣/ ٤٧٤ مختصرًا، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٢٧ إلى أبى الشيخ. (٣) بعده في الأصل: "غضبان أسفا يقول". (٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٢٧ إلى المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبى الشيخ. (٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٥٦٩ (٨٩٩٦) عن محمد بن سعد به، وأخرجه في ٥/ ١٥٦٩ (٨٩٩٤، ٨٩٩٥) من طريق على بن أبى طلحة عن ابن عباس. (٦) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٥٦٩ عقب أثر (٨٩٩٥) معلقًا.