[حدَّثني [ابن سنانٍ القزازُ](١)، قال: حدَّثني الحسينُ بنُ الحسنِ الأشقرُ، قال: حدَّثنا أبو كُدَيْنةَ، عن عطاءِ بن السائبِ، عن سعيدِ بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ في قولِه: ﴿وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ﴾. قال: يُكتبُ نقَص شهرٌ، نقَص شهران، نقَص ثلاثة أشهر، نقَص سنةٌ، نقَص سنتان، نقَص ثلاثُ سنين، حتى يأتىَ على أجلِه فيموت] (٢)(٣).
وأولى التأويلين في ذلك عندى بالصوابِ التأويلِ الأوّلُ، وذلك أن ذلك هو أظهرُ معنييه، وأشبهُهما بظاهرِ التنزيلِ.
وقولُه: ﴿إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ يقولُ تعالى ذكرُه: إن إحصاءَ أعمارِ خَلْقِه عليه يسيرٌ سهلٌ، طويلُ ذلك وقصيرُه، لا يتعذَّرُ عليه شيءٌ منه.
يقولُ تعالى ذكرُه: وما يعتدِلُ البحرانِ فيستويان؛ أحدُهما ﴿عَذْبٌ فُرَاتٌ﴾، [والفراتُ هو أعذبُ العذْبِ، ﴿وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ﴾: يقولُ](٤): والآخرُ منهما ﴿مِلْحٌ أُجَاجٌ﴾، وذلك هو ماءُ البحرِ الأخضرِ، والأجاجُ: المر، وهو أشدُّ المياهِ ملوحةً.
كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَهَذَا
(١) في الأصل: "أبو سفيان القرار". والمثبت هو الصواب. (٢) سقط من: م، ت ١. (٣) ذكره القرطبي في تفسيره ١٤/ ٣٣٣ عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس بنحوه. (٤) سقط من: الأصل.