قولِه: ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا﴾. قال: على النَّجائِبِ (١).
حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، قال: سَمِعتُ سفيانَ التَّوْرِيَّ يقولُ: ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا﴾. قال: على الإبلِ النُّوقِ (١).
وقوله: ﴿وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: ونَسوقُ الكافرين بالله، الذين أجَرمُوا، إلى جهنمَ عِطَاشًا.
والوِرْدُ مصدرٌ، مِن قولِ القائل: وَرَدتُ كذا أرِدُه وِرْدًا. ولذلك لم يُجمَعْ، وقد وُصِف به الجمعُ.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكْرُ مَن قال ذلك
حدَّثني عليٌّ، قال: حدَّثنا عبدُ اللهِ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا﴾. قال: عِطَاشًا (٢).
حدَّثنا محمدُ بنُ المثنى، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ بنُ مهديٍّ، عن شعبةَ، عن إسماعيلَ، عن رجلٍ، عن أبي هريرةَ: ﴿وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا﴾. قال: عِطاشًا (٣).
(١) ذكره ابن كثير في تفسيره ٥/ ٢٥٩. (٢) أخرجه البخارى معلقا عن ابن عباس (فتح البارى ٨/ ٤٢٧)، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره من طريق عبد الله به، كما في تغليق التعليق ٣/ ٥٠٩، وأخرجه الحافظ ابن حجر في التغليق ٣/ ٥٠٩ من طريق عبد الله به، وعلقه البيهقي في شعب الإيمان ١/ ٣١٧ عن علي بن أبي طلحة به. (٣) ذكره أبو حيان في البحر المحيط ٦/ ٢١٧، والقرطبي في تفسيره ١١/ ١٥٢، ١٥٣، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٨٦ إلى ابن المنذر.