يقولُ تعالى ذكرُه: فلولا أنه -يعنى يونُسَ- كانَ من المُصَلِّين للهِ قبلَ البَلاءِ الذي ابْتُلِى به، من العقوبةِ بالحبسِ فى بطنِ الحوتِ.
﴿لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾. يقولُ: لَبَقِى فى بطنِ الحوتِ إلى يومِ القيامةِ؛ يومٌ يَبْعَثُ اللهُ فيه خلقَه - محبوسًا، ولكنه كان مِن الذاكرِين اللهَ (٤) قبلَ البلاءِ، فذكَره اللهُ في حالِ البَلاءِ، فأنْقَذه ونجَّاه.
وقد اخْتَلَف أهلُ التأويلِ في وقتِ تَسْبيحِ يونُسَ الذي ذكَره اللهُ به فقال: ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ﴾؛ فقال بعضُهم نحوَ الذي قلنا في ذلك، وقالوا
(١) في ص، ت ١: "هو مذنب"، والأثر في تفسير مجاهد ص ٥٧٠، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٨٩ إلى عبد بن حميد. (٢) في م، ت، ت ٣: "صنعه". والأثر أخرجه البيهقى ١٠/ ٢٨٧ من طريق شيبان عن قتادة بنحوه، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٥/ ٢٨٨ إلى أحمد في الزهد وعبد بن حميد. (٣) ذكره الطوسي في التبيان ٨/ ٤٨٥. (٤) في ص: "لله".