وقولُه: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ﴾. اختلَف أهلُ التأويلِ في ذلك؛ فقال بعضُهم: هو رؤيا عينٍ، وهى ما رأى [نبي الله](١)ﷺ لمَّا أُسرِى به من مكةَ إلى بيتِ المقدسِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا مالكُ بنُ إسماعيلَ، قال: ثنا ابن عيينةَ، عن عمرٍو، عن عكرمةَ، عن ابن عباسٍ في (٢): ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ﴾. قال: هي رؤيا عينٍ أُرِيَها رسولُ اللهِ ﷺ ليلةَ أُسرِى به، وليست برؤيا منام (٣).
حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا سفيانُ بنُ عيينةَ، عن عمرِو بن دينارٍ، عن عكرمةَ، عن ابن عباسٍ، سُئِل عن قولِه: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ﴾. قال: هي رؤيا عينٍ رآها النبيُّ ﷺ ليلةَ أُسْرِى به.
حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبَرنا ابن عيينةَ، عن عمرٍو، عن عكرمةَ، عن ابن عباسٍ بنحوِه (٤).
حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا حكامٌ، قال: ثنا عمرٌو، عن [فراتٍ القزاز](٥)، عن
(١) في م: "النبي". (٢) بعده في م: "قوله". (٣) أخرجه أحمد ٣/ ٣٩٦ (١٩١٦)، والبخارى (٤٧١٦، ٦٦١٣، ٣٨٨٨)، والترمذى (٣٤١٣)، والنسائى في الكبرى (١١٢٩٢)، كلهم من طريق ابن عيينة به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٩١ إلى المصنف وعبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل. (٤) تفسير عبد الرزاق ١/ ٣٨٠. (٥) في ص، ت ١ ت ٢، ف: "الفرات البزار" وينظر تهذيب الكمال ٢٣/ ١٥٠.