يعنى جلّ ثناؤُه بقولِه: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ (٣) الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ﴾: إن المنافقين في الطَّبَقِ الأسفلِ من أطباقِ جهنمَ. وكلُّ طَبَقٍ من أطباقِ جهنمَ دَركٌ. وفيه لغتان: دَرَكٌ، بفتحِ الراءِ، ودَرْكٌ، بتسكينِها. فمَن فتَح الراءَ جمَعه: أدْراكٌ في القِلَّةِ [والكثرةِ](٤)، وإن شاء جمَعه في الكثرةِ: الدُّروكُ. ومَن سَكَّن الراءَ قال: ثلاثةُ أَدْرُكٍ، وللكثيرِ: الدُّروكُ.
وقد اختَلَفَت القَرَأَةُ في قراءةِ ذلك؛ فقَرَأته عامةُ قَرَأةِ المدينةِ والبصرةِ:(في الدَّرَكِ) بفتح الراءِ. وقَرَأته عامةُ قَرَأةِ الكوفةِ بتسكينِ "الراءِ"(٥). وهما قراءتان معروفتان، فبأيَّتِهما قرَأ القارِئُ فمُصِيبٌ؛ لاتفاقِ معنى ذلك، واستفاضةِ القراءةِ بكلِّ واحدةٍ منهما في قراءةِ الإسلامِ، غير أني رأيتُ أهلَ العلمِ بالعربيةِ يَذْكُرون أن
(١) أخرجه ابن أبي حاتم ٤/ ١٠٩٧ عقب الأثر رقم (٦١٥١) معلقًا. (٢) تفسير مجاهد ص ٢٩٥. وأخرجه ابن أبي حاتم ٤/ ١٠٩٧ عقب الأثر رقم (٦١٥١) معلقًا. (٣) في الأصل: "الدَّرَك" بفتح الراء. (٤) سقط من: م. (٥) قرأ نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر بفتح الراء، وقرأ الباقون بتسكين الراء. السبعة في القراءات ص ٢٣٩، وحجة القراءات ص ٢١٨.