وقد ذُكر عن بعضهم أنه قرأ:(كَيْدَ سِحْرٍ) بنصب "كَيْد"(١). ومَن قرأ ذلك كذلك، جعَل ﴿إِنَّمَا﴾ حرفًا واحدًا، وأعْمَل ﴿صَنَعُوا﴾ في ﴿كَيْدُ﴾.
وهذه قراءةٌ لا أَسْتَجِيزُ القراءة بها؛ لإجماع الحجة من القرأة على خلافها.
وقولُه: ﴿وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى﴾. يقولُ: ولا يَظْفَرُ الساحرُ بسحرِه بما طلب أين كان.
وقد ذُكر عن بعضِهم أنه كان يقولُ: معنى ذلك: ذلك: أن الساحرَ يُقْتَلُ حيثُ وُجد.
وذكر بعضُ نحويى البصرة (٢) أن ذلك في حرف ابن مسعود: (ولا يُفْلِحُ الساحرُ أين أتى). وقال: العربُ تقولُ: جئْتُك من حيثُ لا تَعْلَمُ، ومِن أينَ لا تَعْلَمُ.
وقال غيرُه مِن أهل العربية الأُولِ (٣): جزاءٌ، يُقْتَلُ الساحرُ حيث أتَى وأين أتَى. وقال: وأما قولُ العرب: جئْتُك من حيثُ لا تَعْلَمُ، ومن أين لا تَعْلَمُ. فإنما هو جوابُ مَنْ (٤) لم يَفْهَمْ فَاسْتَفْهَم، كما قالوا: أين الماءُ والعُشْبُ.
(١) هي قراءة مجاهد وحميد وزيد بن علي. البحر المحيط ٦/ ٢٦٠. (٢) هو الأخفش كما في تهذيب اللغة ١٥/ ٥٥٠. (٣) هو أبو العباس ثعلب كما في تهذيب اللغة الموضع السابق. (٤) سقط من النسخ، والمثبت من تهذيب اللغة.