حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيد في قولِه: وَ ﴿وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ﴾. قال: اخفِضْ من صوتِك.
واختلَف أهلُ التأويلِ في تأويلِ قولِه: ﴿إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾؛ فقال بعضُهم: معناه: إِنَّ أقبحَ الأصواتِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا ابن بشارٍ وابن المثنى، قالا: ثنا ابن أبى عديٍّ، عن شعبةَ وأبانِ بن تغلبَ، قالا: ثنا أبو معاويةَ، عن جوبيرٍ، عن الضحَّاك: ﴿إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ﴾. قال: إن أقبحَ الأصواتِ، ﴿لَصَوْتُ الْحَمِير﴾.
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾. أي: أقبحَ الأصواتِ لصوتُ الحميرِ؛ أوله زفيرٌ، وآخرُه شهيقٌ، أمَره بالاقتصاد في صوته (٢).
حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا مُؤَمَّلٌ، قال: ثنا سفيانُ، قال: سمعتُ الأعمشَ يقولُ: ﴿إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ﴾ صوتُ الحميرِ (٣).
وقال آخرون: بل معنى ذلك: إن أشرَّ الأصواتِ.
(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٠٦ عن معمر عن قتادة، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٦٧ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم مطولًا. (٢) أخرج آخره عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٠٦، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٦٧ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم مطولًا. (٣) تفسير سفيان ص ٢٣٨ بلفظ: "أقبح الأصوات".