يقولُ تعالى ذكرُه: ودخَل مع يوسُفَ السجنَ فَتَيان، فدَّل بذلك على متروكٍ قد تُرِك مِن الكلامِ، وهو: ﴿ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ﴾، فسجَنوه وأدْخَلوه السجنَ، ودخَل معه فَتَيان، فاسْتَغْنَى بدليلِ قولِه: ﴿وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ (٢)﴾. على إدخالِهم يوسُفَ السجنَ مِن ذكرِه.
و (٣) كان الفَتيان فيما ذُكِر غلامين مِن غِلْمَانِ ملكِ مصرَ الأكبرِ؛ أحدُهما صاحبُ شرابِه، والآخرُ صاحبُ طعامِه.
كما حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابن إسحاقَ، قال: فطُرِح في السجنِ، يعنى يوسُفَ، ﴿وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ﴾: غلامان (٤) كانا للملكِ الأكبرِ الرَّيَّانِ بن الوليدِ، كان أحدُهما على شرابِه، والآخرُ على بعضِ أمرِه، في
(١) ذكره المصنف في تاريخه ١/ ٣٤٢، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٤١ (١١٥٩١) من طريق عاصم عن عكرمة. (٢) سقط من ص، ت ١، ت ٢، س، ف. (٣) سقط من ص، ت ١، ت ٢، س. (٤) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "غلامين". وينظر مصدر التخريج.