قالوا: ثنا سفيانُ، عن الأعمش، عن مسلم البَطين، عن سعيد بن جُبَيْرٍ، عن ابن عباسٍ، قال: إنما سُمِّى الإنسان لأنه عُهد إليه فنسى (١).
وقوله: ﴿وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا﴾. اخْتَلَف أهل التأويل في معنى "العزمِ" هاهنا؛ فقال بعضُهم: معناه الصبر.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ﴿وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا﴾، أي: صبرًا.
حدَّثنا محمدُ بن بشارٍ، قال: ثنا محمد بن جعفرٍ، قال: ثنا شعبةُ، عن قتادة: ﴿وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا﴾. قال: صبرًا (٢).
وحدَّثنا إبراهيم بن يعقوب الجُوزجانيُّ، قال: ثنا أبو النَّضْرِ، قال: ثنا شعبةُ، عن قتادة مثله.
وقال آخرون: بل معناه الحفظُ. قالوا: ومعناه: ولم نجد له حفظًا لما عهدنا إليه.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني أبو السائب، قال: ثنا ابن إدريس، عن أبيه، عن عطية: ﴿وَلَمْ نَجِدْ لَهُ
(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٩، وابن أبي حاتم - كما في تفسير ابن كثير ٥/ ٣١٣ - وابن منده في الرد على الجهمية (١٨) من طريق سفيان به، وأخرجه الطبراني في الصغير ٢/ ٥٥ من طريق الأعمش به، وأخرجه الحاكم ٢/ ٣٨٠، وابن عساكر في تاريخه ٧/ ٣٨٧ من طريق ابن جبير به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٠٩ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن منده في التوحيد. (٢) أخرجه البغوي في الجعديات (١٠٠٦) عن شعبة به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣١٠ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.