إذ دعاهم صالحٌ أخوهم إلى اللهِ، فقال لهم: ألا تتَّقون عقابَ اللهِ يا قومِ على معصيتِكم إياه، وخلافِكم أمْرَه، بطاعتِكم أمرَ المفسدين في أرضِ اللهِ،
إنى لكم رسولٌ من اللهِ أرسلَنى إليكم بتحذيرِكم عقوبتَه على خلافكم أمرَه، أمينٌ على رسالتِه التي أرسلَها معى إليكم (١).
فاتَّقوا الله أَيُّها القومُ، واحذرُوا عقابَه، وأطيعوني في تحذيرِى إيَّاكم، وأمرِ ربِّكم، باتباعِ طاعتِه، ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر﴾.
يقولُ: وما أسألُكم على نُصحى إيَّاكم وإنذارِكم، من جزاءٍ ولا ثوابٍ، ﴿إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. يقولُ: إِنْ جزائي (٢) وثوابي إلَّا على ربِّ جميعِ ما في السماواتِ وما في الأرضِ، وما بينَهما من خلْقٍ.
(١) في ص، ت ٢: "إليهم". (٢) في ت ٢، ف: "أجرى". (٣) في ت ١، ت ٢: "فرهين". وهما قراءتان سيذكرهما المصنف في ص ٦٢١. (٤) الكفرى: هو ما يبدو من ثمرة النخيل في أول ظهورها، وقشره. ينظر التاج (ط ل ع).