الهَمْدَانيِّ، عن ابنِ مسعودٍ، وعن ناسٍ من أصحابِ النبيِّ ﷺ: ﴿فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا﴾. يقولُ: فزادهم اللَّهُ (١) شكًّا (٢).
حدَّثني المُثَنَّى بنُ إبراهيمَ، قال: حدَّثنا سُوَيدُ بنُ نصرٍ، قال: أخْبرنا ابنُ المباركِ قراءةً، عن سعيدٍ، عن قتادةَ: ﴿فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا﴾. يقولُ: فزادهم اللَّهُ رِيبةً وشكًّا في أمرِ اللَّهِ (٣).
حدَّثني يونسُ، قال: أخْبرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِ اللَّهِ: ﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا﴾. قال: زادهم رِجْسًا. وقرَأ قولَ اللَّهِ جلَّ ثناؤُه: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (١٢٤) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ﴾. قال: شرًّا إلى شرِّهم، وضلالةً إلى ضلالتِهم (٤).
وحُدِّثتُ عن عمارِ بنِ الحسنِ، قال: حدَّثنا ابنُ أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرَّبيعِ: ﴿فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا﴾: فزادَهم (٥) اللَّهُ شكًّا (٦).
القولُ في تأويلِ قولِه جلَّ ثناؤُه: ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.
قال أبو جعفرٍ: والأليمُ (٧) المُوجِعُ. ومعناه: ولهم عذابٌ مُؤْلِمٌ. فصُرِفَ مُؤْلِمٌ إلى أليمٍ، كما يقالُ: ضربٌ وَجيعٌ. بمعنى: مُوجِعٌ. واللَّهُ بديعُ السماواتِ والأرضِ. بمعنى: مُبْدِعٌ. ومنه قولُ عمرِو بنِ مَعْدِيكَرِبَ الزُّبيديِّ (٨):
(١) بعده في م: "ريبة و". (٢) تقدم أول هذا الأثر في ص ٢٧٣. (٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٣٠ إلى المصنف وعبد بن حميد. وينظر الفتح ٨/ ١٦٢. (٤) ذكره ابن كثير في تفسيره ١/ ٧٤ عن ابن زيد. (٥) في ص، م: "قال زادهم". (٦) تقدم أول هذا الأثر في ص ٢٨٩. (٧) بعده في م: "هو". (٨) ديوان عمرو بن معديكرب (مجموع) ص ١٣٦.