وقالوا: أمَر اللهُ في التَّيمُّمِ بمسِح الوجهِ واليدينِ، فما مسِح مِن وجهِه ويديه في التيمُّمِ أجْزَاه، إلا أن يمْنَعَ مِن ذلك ما يَجِبُ التَّسليمُ له مِن أصلٍ أو قياسٍ.
وقال آخَرون: حدُّ المسحِ الذي أمَر اللهُ به في التيممِ أن يَمْسَحَ جميعَ الوجهِ واليدين إلى المرفقين.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا عمرانُ بن موسى القَزَّازُ، قال: ثنا عبدُ الوارثِ بنُ سعيدٍ، قال: ثنا أيوبُ، عن نافعٍ، أن ابنَ عمرَ تَيَمَّم بِمِرْبَدِ النَّعَمِ (٢)، فضربَ ضربةٌ فمسَح وجهَه، وضرَب ضربةً [فمسَح يديه](٣) إلى المرفقين (٤).
حدَّثنا ابن عبدِ الأعلى، قال: ثنا المعتمرُ، قال: سَمِعْتُ عُبيدَ اللَّهِ، عن نافعٍ، عن عبدِ اللهِ، أنه قال: التيممُ مَسْحتانِ، يَضْرِبُ الرجلُ بيديه الأرضَ، يَمْسَحُ بهما وجهَه، ثم يَضْرِبُ بهما مرةً أخرى، فيَمْسَحُ يديه إلى المرفقين (٥).
حدَّثنا ابن المثنى، قال: ثنا يحيى، عن (٦) عُبيدِ اللهِ، قال: أخْبرَنى نافعٍ، عن ابن
(١) علقه البخاري عقب حديث (٣٣٩)، ووصله مسلم (٣٦٨/ ١١٣)، وابن الجارود (١٢٥)، وأبو عوانة ١/ ٣٠٧ من طرق عن شعبة عن الحكم عن سعيدِ بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن عمار به، وأخرجه الطيالسى (٦٧٣ - طبعتنا)، وأحمد ٣٠/ ٢٧٥ (١٨٣٣٢)، والبخارى (٣٣٨ - ٣٤٣)، ومسلم (٣٦٨/ ١١٢، ١١٣)، وغيرهم من طرق عن شعبة عن الحكم عن زر بن عبد الله، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه به. (٢) مِرْبَد النَّعَم: موضع على ميلين مِن المدينة، والمربد: كل شيء حبست فيه الإبل. معجم البلدان ٤/ ٤٨٤. (٣) سقط مِن: الأصل، ص، ت ١، ت ٢، ت ٣. (٤) أخرجه ابن أبي شيبة ١/ ١٥٨ من طريق أيوب به. (٥) أخرجه ابن المنذر في الأوسط ٢/ ٤٨ (٥٣٨)، والدارقطني في سننه ١/ ١٨٠، والبيهقى ١/ ٢٠٧ من طريق عبيد الله به بنحوه. (٦) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "بن".