سائر الأشياء غيره من الأنْدادِ والأوثان [وغيرها، ﴿يُحْيِي وَيُمِيتُ﴾. يعنى بذلك تعالى ذكره أنّ الألوهة والعبادة لا تنبغى](١) إلا لمن له سلطان كلَّ شيءٍ، والقادر على إنشاءِ خلْقٍ كل ما شاءَ، وإحيائه وإفنائه إذا شاءَ [وإماتَتِه](٢)، ﴿فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾. يقولُ: قل لهم: فصدِّقوا باللهِ (٣) الذي هذه صفته، وأَقِروا بوحدانيته، وأنَّه هو الذي له الأُلوهةُ والعبادةُ، وصدِّقوا برسوله محمد ﷺ أنه [للَّهِ نبيٌّ](٤) مبعوثٌ إلى خلقه؛ داعيا إلى توحيده وطاعته.
القول في تأويل قوله جلّ ثناؤه: ﴿النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٥٨)﴾.
وأما قوله: ﴿النَّبِيَّ الأُمِّيِّ﴾. فإنه من نعتِ "رسولِ اللهِ".
وقد بينت معنى [قول القائل](٥): النبيّ. فيما مضى بما أغنَى عن إعادته. وكذلك (٦) معنى قولِه: ﴿الأُمِّيِّ﴾ (٧).
﴿الَّذِى يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ﴾. يقولُ: الذي يصدِّقُ بالله وبكلماته.
ثم اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: ﴿وَكَلِمَاتِهِ﴾؛ فقال بعضُهم: معناه: وآياته.
(١) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف. (٢) في م: "إماتته". (٣) في ص، م، ت ١، ت ٢، ص، ف: "بآيات الله". (٤) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف. (٥) سقط من: م. وينظر ما تقدم في ٢/ ٣٠، ٣١. (٦) سقط من: م. (٧) ينظر ما تقدم في ٢/ ١٥٤.