يعني بقولِه:[إذ كرِهوا الدِّينَ](٣): إذ كرِهوا الطاعةَ وأبَوْها.
وبنحوِ ما قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذِكرُ مَن قال ذلك
حدِّثتُ عن عمارِ بنِ الحسنِ، قال: ثنا ابنُ أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الربيعِ: ﴿وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ﴾. يقولُ: حتى لا يُعبدَ إلَّا اللهُ، وذلك: لا إلهَ إلَّا اللهُ. عليه قاتل النبيُّ ﷺ، وإليه دعَا، فقال النبيُّ ﷺ:"إنِّي أُمِرْتُ أنْ أُقاتِلَ النَّاسَ حتَّى يَقُولُوا: لا إلَهَ إلَّا اللهُ. ويُقِيمُوا الصَّلاةَ، ويُؤْتُوا الزَّكاةَ، فإذَا فَعَلُوا ذلك فَقَدْ عَصَمُوا (٤) دِماءَهم وأمْوالَهم إلَّا بِحَقِّها، وَحِسابُهم على اللهِ"(٥).
حَدَّثَنَا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ﴾: أن يقالَ: لا إلهَ إلَّا اللهُ. ذُكِر لنا أن نبيَّ اللهِ ﷺ كان يقولُ:"إنَّ اللهَ أمَرَنِي أنْ أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لا إلَهَ إلَّا اللهُ"(٦). ثم ذكرَ مثلَ حديثِ الربيعِ.
(١) ديوانه ص ١١. (٢) الرباب: أحياء ضبَّة، وهم تيم وعدي وعُكْل، وقيل: تيم وعدي وعوف وثور وأشيب. التاج (ر ب ب). (٣) سقط من: الأصل. (٤) بعده في م، ت ٣: "منى". (٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٢٠٥ إلى المصنّف، بلفظ: حتى لا يعبد إلَّا الله. وينظر تفسير ابن أبي حاتم ١/ ٣٢٨ عقب الأثر (١٧٣٥). والمرفوع أخرجه البخاري (٢٥)، ومسلم (٢٢) من حديث ابن عمر. (٦) أخرجه الطبراني في الدعاء (١٥٥٨) من طريق سعيد به. وتقدم أوله في ص ٢٩٦.