وبالراءِ، مِن قولِ القائلِ: أَنْشَرَ اللهُ الموتَى، فهو يُنْشِرُهم إنشارًا. وذلك قراءةُ عامةِ قَرأةِ أهلِ المدينةِ، بمعنى: وانظُرْ إلى العظامِ كيف نُحيِيها ثم نَكْسوها لحمًا.
ذِكْرُ مَن [تأوَّل ذلك كذلك](١)
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ:(كَيْفَ نُنْشِرُها). قال: نظر إليها حينَ يُحْيِيها اللهُ (٢).
حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا أبو حُذيفةَ، قال: ثنا شِبلٌ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ مِثْلَه.
حدَّثنا بشرُ بنُ معاذٍ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ بمثلِه (٣).
حدَّثني يونسُ، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: (وانظُرْ إلى العظامِ كيف نُنْشِرُها). قال: كيف نُحْيِيها (٤).
واحتجَّ بعضُ قَرأةِ ذلك بالراءِ وبضمِّ نونِ أولِه، بقولِه: ﴿ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ﴾ [عبس: ٢٢]. فرأى أن الصوابَ إلحاق قولِه:(وانظر إلى العظامِ كيف نُنْشِرُها): به.
(١) في ص، م، ت ١، ت ٢: "قال ذلك". (٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٥٠٤ (٢٦٧١) من طريق ابن أبي نجيح به. (٣) تقدم تخريجه في ص ٦١١. (٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٣٣٤ إلى المصنف.