وقولُه: ﴿لَهُمْ مَغْفِرَةٌ﴾. يقولُ: لهؤلاءِ الطيِّبين مِن الناسِ مغفرةٌ مِن اللهِ لذنوبِهم، والخبيثِ مِن القولِ إن كان منهم، ﴿وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾. يقولُ: ولهم أيضًا مع المغفرةِ عَطيةٌ مِن الله كريمةٌ، وذلك الجنةُ وما أُعِدَّ لهم فيها مِن الكرامةِ.
كما حدَّثنا أبو زرْعةَ، قال: ثنا العباسُ بنُ الوليدِ النَّرْسِيُّ، قال: ثنا يَزِيدُ بنُ زُرَيْعٍ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادَةَ: ﴿لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾: مغفرةٌ لذنوبِهم، ورزقٌ كريمٌ في الجنةِ (١).
اختلَف أهلُ التأويلِ في ذلك؛ فقال بعضُهم: تأويلُه: يأيها الذين آمنوا لا تَدخُلوا بيوتًا غيرَ بيوتِكم حتى تستأذِنوا.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا هشيمٌ، عن أبي بشرٍ، عن سعيدِ بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ أنه كان يقرَأُ:(لا تَدْخُلُوا بيوتًا غيرَ بيوتِكم حتى تستأذِنوا (٢) وتُسَلِّموا على أهلِها). قال: وإنما ﴿تَسْتَأْنِسُوا﴾ وَهُمٌ مِن الكتَّابِ (٣).
(١) أخرجه الطبراني ٢٣/ ١٦٢ (٢٥٩) مِن طريق عباس به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣٦ إلى عبد بن حميد. (٢) في م: "تستأنسوا". (٣) أخرجه البيهقى في الشعب (٨٨٠٢) مِن طريق هشيم به، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٥٦٦، والبيهقي في الشعب (٨٨٠١)، والضياء في المختارة ١٠/ ٩١ (٨٧) مِن طريق أبي بشر به بنحوه، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣٨ إلى الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف. =