وأما قولُه: ﴿وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ﴾، فإنه يعنى: واللهُ ذو علمٍ بما يَعْمَلُ أهلُ طاعتِه ومعصيتِه، لا يَخْفَى عليه مِن أعمالِهم شيءٌ، يُحْصِى على الفريقَيْن جميعًا أعمالَهم، حتى تُوفَّى كلُّ نفسٍ منهم جَزاءَ ما كسَبَت مِن خيرٍ أو شرٍّ.
كما حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابن إسحاقَ: ﴿وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ﴾. يقولُ: إن الله لا يَخْفَى عليه أهلُ طاعتِه مِن أهلِ معصيتِه (٧).
(١) يعني قوله تعالى: ﴿لهم درجات عند ربهم﴾. الآية ٤ من سورة الأنفال. والأثر في تفسير مجاهد ص ٢٦١. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٩٣ إلى عبد بن حميد وابن المنذر. (٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٨٠٧ (٤٤٥٧) من طريق أحمد بن مفضل به. (٣) هو إبراهيم بن هرمة، والبيت في مجاز القرآن لأبي عبيد ١/ ١٠٧، واللسان (د ر ج)، والخزانة ١/ ٤٢٤، وأنشد سيبويه آخره في الكتاب ١/ ٤١٥. ورواية اللسان والخزانة: أنصب للمنية تعتريهم … رجالى أم هم درج السيول (٤) في م: "أإن حم المنون". (٥) في النسخ: "قوم". والمثبت من مجاز القرآن، واستظهارًا من شرح البيت ومن رواية البيت الأخرى، حيث قال: "رجالي". (٦) درج السيل ومدرجه: منحدره وطريقه في معاطف الأودية. اللسان (د ر ج). (٧) سيرة ابن هشام ٢/ ١١٧.