يقولُ تعالى ذكرُه لنبيِّه محمدٍ ﷺ: ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ﴾ يا محمدُ، ﴿فَلَا تَقْهَرْ﴾. يقولُ: فلا تظْلِمُه، فتذهَبَ بحقِّه؛ استضعافًا منك له.
كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ﴾: أي: لا تَظْلِمْ (٢).
حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا مِهْرَانُ، عن سفيانَ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ﴾. قال: تَغْمِضْه وتَحْقِرْه. وذُكر أن ذلك في مصحفِ عبدِ اللَّهِ:(فَلا تَكْهَرْ)(٣).
وقولُه: ﴿وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ﴾. يقولُ: وأما مَن سألك مِن ذى حاجةٍ فلا تَنْهَرْه، ولكن أَطْعِمُه، واقْضِ له حاجتَه، ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾. يقولُ: فاذْكُرْه.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا هشيمٌ، عن أبي بشرٍ، عن مجاهدٍ في
(١) ذكره ابن كثير في تفسيره ٨/ ٤٤٨ عن المصنف وابن أبي حاتم. (٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٦٢ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٦٢ إلى المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم. وهى قراءة شاذة، لمخالفتها رسم المصحف.