حدَّثني يونُسُ، قال: أَخْبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَى﴾: يَتَّقِى اللَّهَ فيُوارِى عورتَه (١)، ذلك لباسُ التقوَى (٢).
وقرَأ ذلك عامةُ قرأةِ المدينةِ:(ولباسَ التَّقْوَى). بنصبِ "اللباسِ"، وهى قراءةُ بعضِ قرأةِ الكوفيِّين (٤).
فمَن نصَب:(وَلباسَ). فإنه نصَبه عطفًا به (٥) على "الريشِ"، بمعنى: قد أنْزَلْنا عليكم لباسًا يُوارى سوءاتِكم وريشًا، وأنْزَلنا لباسَ التقوى.
وأما الرفعُ، فإن أهلِ العربيةِ مختلفون في المعنى الذي به ارْتَفَع "اللباسُ"، فكان بعضُ نحويى البصرة يقولُ: هو مرفوعٌ على الابتداءِ، وخبره في قولِه: ﴿ذَلِكَ خَيْرٌ﴾.
وقد اسْتَخطَأه بعضُ أهلِ العربيةِ في ذلك، وقال: هذا غلَطٌ؛ لأنه لم يَعُدْ على "اللباس"(٦) في الجملةِ عائدٌ، فيَكونَ "اللباسُ" إذا رُفع على الابتداء وجُعِل ﴿ذَلِكَ خَيْرٌ﴾ خبرًا.
(١) بعده في الأصل: "و" (٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤٥٨ (٨٣٤٠) من طريق أصبغ عن ابن زيد. (٣) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "ولباس". وهى قراءة ابن كثير وعاصم وأبي عمرو وحمزة. ينظر السبعة لابن مجاهد ص ٢٨٠. (٤) وهى قراءة نافع وابن عامر والكسائي. ينظر السابق. (٥) سقط من: ص م ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف. (٦) في الأصل: "الباس".