ربُّكما عن أكلِ ثمرِ هذه الشجرةِ إلا أن تكونا مَلَكين أو تكونا مِن الخالدين؛ ليُبْدِيَ لهما ما واراه اللَّهُ عنهما مِن عوراتِهما فغطَّاه بسِتْرِه الذي ستَرَه عليهما.
وكان وهبُ بنُ مُنَبِّهٍ [فيما ذُكِر لنا عنه](١) يقولُ في السترِ الذي كان اللَّهُ ستَرَهما به، ما حدَّثني به حَوْثَرةُ بنُ محمدٍ المِنْقَريُّ، قال: ثنا سفيانُ بنُ عيينةَ، عن عمرٍو، عن ابن مُنَبهٍ في قولِه: ﴿فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا﴾ [طه: ١٢١]. قال: كان عليهما (٢) نورٌ، لا تُرَى سوءاتُهما (٣).
وقد كان بعضُ أهلِ العربيةِ مِن أهلِ البصرةِ يَزْعُمُ أن معنى الكلامِ: ما نهاكما ربُّكما عن هذه الشجرةِ إلا كراهيةَ أن تكونا ملَكين. كما يقالُ: إياك أن تَفْعَلَ: كراهيةَ أن تَفْعَلَ.
﴿أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ﴾. في الجنةِ، الماكِثِين فيها أبدًا، فلا تَمُوتا.
والقرأةُ على فتحِ اللامِ من: ﴿مَلَكَيْنِ﴾. بمعنى: ملَكَين مِن الملائكةِ.
(١) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف. (٢) في م: "عليها". (٣) سيأتي تخريجه في ص ١١٤.