يقولُ جلّ ثناؤه: أكان عَجَبًا للناسِ أن أوحينا إلى رجل منهم، أن أنذر الناسَ، وأن بَشِّرِ الذين آمنوا بالله ورسوله ﴿أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ﴾. عطفٌ على ﴿أَنْذِرِ﴾.
واختلَف أهلُ التأويل في معنى قوله: ﴿قَدَمَ صِدْقٍ﴾؛ فقال بعضُهم: معناه: أن لهم أجرًا حسنًا بما قدَّموا مِن صالحِ الأعمال.
ذكرُ من قال ذلك
حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا المُحاربيُّ، عن جُوَيبرٍ، عن الضَّحَّاكِ: ﴿أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾. قال: ثوابَ صِدقٍ (١).
قال: ثنا عبدُ الله بنُ رجاءٍ، عن ابن جُريجٍ، عن عبدِ اللهِ بن كثير، عن مجاهدٍ: ﴿أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾. قال: الأعمال الصالحة (١).
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ قوله: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾. يقولُ: أجرًا حسنًا بما قدَّموا من أعمالهم (٢).
حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا [زيدُ بنُ حبابٍ](٣)، عن إبراهيم بن يزيد، عن الوليد بن عبد الله بن (٤) أبي مُغيثٍ، عن مجاهدٍ: ﴿أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾.
(١) ينظر تفسير ابن كثير ٤/ ١٨٣. (٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ٤/ ١٨٣ بنحوه عن العوفي عن ابن عباس. (٣) في م: "يزيد بن حبان". وهو زيد بن الحباب بن الرَّيَّان أبو الحسين العكلى. ينظر تهذيب الكمال ١٠/ ٤٠. (٤) في ص، م، س، ف: "عن". وهو الوليد بن عبد الله بن أبي مُغيث، مولى بني عبد الدار، حجازي. ترجمته في تهذيب الكمال ٣١/ ٣٧.