يقولُ تعالى ذكرُه: تبارَك الذي نزَّل الفرقانَ الذي له مُلكُ السماواتِ والأرضِ. فـ ﴿الَّذِي﴾ الثانيةُ مِن نعتِ ﴿الَّذِي﴾ الأولى، وهما جميعًا في موضعِ رفعٍ؛ الأولى بقولِه: ﴿تَبَرَكَ﴾. والثانيةُ نعتٌ لها.
ويعنى بقولِه: ﴿الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾: الذي له سلطانُ السماواتِ والأرضِ يُنْفِذُ في جميعِها أمرَه وقضاءَه، ويُمْضِى في كلِّها أَحْكامَه. يقولُ: فحقَّ على مَن كان كذلك أنْ يُطيعَه أهلُ مملَكتِه، ومَنْ في سُلطانِه، ولا
(١) حقَّ الشيء: أوجبه وأثبته، وصار عنده حقًّا لا يشك فيه، وحقَّ الأمر يَحِقُّ، ويَحُقُّ: وَضَحَ ولم يكُ فيه شك. التاج (ح ق ق). (٢) سقط من: ت ١، ت، ف. (٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٦٦٠ من طريق أصبغ عن ابن زيد إلى قوله: نبيا.