يقولُ: إن الله بما تعملُ به أنتَ وأصحابُك مَن هذا القرآنَ، وغيرِ ذلك من أمورِكم وأمورِ عبادِه خبيرٌ، أي: ذو خبرةٍ، لا يَخْفَى عليه من ذلك شيءٌ، وهو مُجازِيكم على ذلك بما وعَدكم من الجزاءِ.
وبنحوِ الذي قلنا في تأويلِ قولِه: ﴿وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾ قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قَتادةَ: ﴿وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾: أي: هذا القرآنَ، ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ (١) خَبِيرًا﴾.
اخْتَلف أهلُ التأويلِ في المرادِ مِن قولِ اللهِ: ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ﴾ فقال بعضُهم: عُنى بذلك تكذيبُ قومٍ مِن أهلِ النفاقِ، وصَفوا
(١) في ت ١: "يعملون". (٢) في ص: "وحسبك بالله فيما يأمرك وحفيظا بك"، وفى م: "وحسبك بالله فيما يأمرك وكيلا، وحفيظا بك"، وفي ت ١: "وحسبك بالله قيما أمرك وحفيظا بك"، وفى ت ٢، ت ٣: "وحسبك الله قيما يأمرك وحفيظا بك"، والمثبت ما يقتضيه السياق. وهو معنى ماذهب إليه المصنف فيما تقدم في ٦/ ٢٤٥، ٧/ ٤٧٤، ٥٨٠. (٣) في ت ١: "تظهرون". وهى قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو، وقرأ حمزة والكسائي: "تظاهرون" بفتح التاء وتخفيف الظاء، وابن عامر: "تظاهرون" بالألف والتشديد، وعاصم: "تُظَاهِرون" بالألف وضم التاء. السبعة لابن مجاهد ص ٥١٩، والكشف عن وجوه القراءات ٢/ ١٩٤.