وقد كان بعضُ أهلِ العربيةِ (١) يقولُ: إنما نُصِبت بمعنى: أَمَرَكم بها تفعَلونها (٢) تحيةً منه.
ووصَف جلَّ ثناؤه هذه التحيةَ بالمباركةِ الطيبةِ؛ لِما فيها مِن الأجرِ الجزيلِ، والثوابِ العظيمِ.
وقولُه: ﴿كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: هكذا يُفَصِّلُ (٣) اللهُ لكم معالمَ دينِكم، فيُبَيِّنُها لكم، كما فَصَّل لكم في هذه الآيةِ ما أحلَّ لكم فيها، وعرَّفكم سبيلَ الدخولِ على مَن تدخُلون عليه، ﴿لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾. يقولُ: لكى تَفْقَهوا عن اللهِ أمرَه ونهيَه وأدبَه.