يعني بذلك جلّ ثناؤه: أُحِلَّ لكم المحصناتُ من المؤمناتِ، والمحصناتُ من الذين أُوتوا الكتابَ من قبلِكم، وأنتم مُحْصِنون غيرُ مُسافِحِينِ، ولا مُتَّخِذِى أَخْدَانٍ.
ويعنى بقوله جلّ ثناؤه: ﴿مُحْصِنِينَ﴾: أعِفَّاءَ، ﴿غَيْرَ مُسَافِحِينَ﴾. يعنى: لا مُعالِنين بالسِّفاح بكلِّ فاجرةٍ، وهو الفجورُ، ﴿وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ﴾. يقولُ: ولا مُنْفردين ببغيَّةٍ واحدةٍ، قد خادَنَها وخادَنَته، واتَّخذها لنفسِه صديقةً يَفجُرُ بها.
وقد بَيَّنا معنى "الإحْصان" ووجوهَه، ومعنى "السِّفاحِ" و "الخِدْنِ" في غيرِ هذا الموضع بما أغنَى عن إعادته في هذا الموضعِ (٢).
وهو كما حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا عبدُ اللهِ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ﴾. يعني: يَنْكِحوهن بالمَهْرِ والبَيِّنَةِ، ﴿غَيْرَ مُسَافِحِينَ﴾: مُتعالنين (٣) بالزِّنى، ﴿وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ﴾. يعنى: يُسِرُّون بالزِّنى (٤).
(١) أخرجه البيهقى ٧/ ١٧١ من طريق أبي صالح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٢٦١ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس. (٢) تقدم معنى الإحصان في ٦/ ٥٦٢ وما بعدها، وفى ٦/ ٦٠٣، ٥٨٤، ٦٠٢، ومعنى السفاح في ٦/ ٥٨٤، ٦٠٢، ١٩٥، ومعنى الخدن في ٦/ ٦٠٢ وما بعدها. (٣) في ص: "متغالين". (٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٩١٦ (٥١١١)، والبيهقى ٧/ ١٧١ من طريق عبد الله بن صالح به، وهو تمام الأثر المتقدم في حاشية (١).