حدَّثنا محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ المُفَضَّلِ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ قولَه: ﴿مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ﴾. قال: نُصْبٍ في جسدى، وعذابٍ في مالي (١).
حُدِّثْتُ عن المحاربيِّ، عن جُوَيبرٍ، عن الضحاكِ: ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ﴾. يعنى: البلاءَ في الجسدِ، ﴿وَعَذَابٍ﴾، قولُه: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾ [الشورى: ٣٠].
وقوله: ﴿ارْكُضْ بِرِجْلِكَ﴾، ومعنى الكلامِ: إذ نادى ربَّه مُستغِيثًا به، أَنِّي مسَّنى الشيطانُ ببلاءٍ في جسدى، وعذابٍ بذهابِ مالي وولدى، فاستجَبْنا له، وقلْنا له: اركُضْ برجلِك الأرضَ. أي حرِّكْها وادفَعْها برجلِك. والرَّكْضُ حركةُ الرِّجلِ. يقالُ منه: رُكِضَت (٢) الدابةُ. و: لا تَرْكُضُ ثوبَك برجلِك.
وقيل: إن الأرضَ التي أُمِر أيوبُ أن يركُضَها برجلِه الجابيةُ (٣).
ذكرُ من قال ذلك
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿ارْكُضْ بِرِجْلِكَ﴾.
الآية، قال: ضرَب برجلِه الأرضَ؛ أرضًا يقالُ لها: الجابيةُ (٤).
وقولُه: ﴿هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ﴾. ذُكِر أنه نبَعَت له حينَ ضرَب برجلِه الأرضَ عينان، فشرِب من إحداهما، واغتَسَل من الأخرى.
(١) ذكره أبو حيان في البحر المحيط ٧/ ٤٠٠. (٢) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "ركضته". (٣) الجابية: قرية من أعمال دمشق. معجم البلدان ٢/ ٣. (٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣١٦ إلى المصنف وعبد بن حميد.