حساب الكفار مِن شيءٍ، ﴿وَلَكِنْ ذِكْرَى﴾. يقولُ: إذا ذكرت فقمْ، ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ مَساءتَكم، إذا رأَوْكم لا تُجالسونهم اسْتَحْيَوْا منكم فكفُّوا عنكم، ثم نسَخَها الله بعدُ، فنهاهم أن يَجْلسوا معهم أبدًا، قال: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا﴾ الآية (١)[النساء: ١٤٠].
حدَّثني محمدُ بن عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مُجاهدٍ: ﴿وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾: إِن قعَدوا، ولكن لا تَقْعُدْ (٢).
حدَّثني المثنى، قال: ثنا أبو حُذيفةَ، قال: ثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مُجاهدٍ مثلَه.
حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا عُبيدُ اللهِ، عن إسرائيلَ، عن السديِّ، عن أبي مالكٍ: ﴿وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى﴾.
قال: وما عليك أن يَخوضُوا في آياتِ اللهِ إذا فعَلْتَ ذلك (٣).
يقولُ تعالى ذكرُه لنبيِّه محمدٍ ﷺ: ذَرْ هؤلاء الذين اتخَذوا دينَ اللهِ وطاعتَهم إياه لعبًا ولهوًا، فجعَلوا حُظوظَهم من طاعتِهم إياه اللعبَ بآياتِه، واللهوَ
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٣١٦، ١٣١٧ (٧٤٤١، ٧٤٤٤) من طريق أحمد بن المفضل به. (٢) تفسير مجاهد ص ٣٢٣، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢١ إلى عبد بن حميد وأبي الشيخ. (٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٣١٦ (٧٤٣٩) من طريق عبيد الله بن موسى به،، وتقدم أوله في ص ٣١٤، ٣١٦.