يعني تعالى ذكرُه بقولِه: ﴿مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا﴾. الذين ترَكوا مقعدَهم الذي أقْعَدَهم فيه رسولُ اللهِ ﷺ بالشِّعْبِ مِن أُحُدٍ لخيلِ المشركين، ولَحِقُوا بمعسكرِ المسلمين؛ طَلَبَ النَّهْبِ، إذ رَأَوْا هزيمةَ المشركين. ﴿وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ﴾ يعنى بذلك الذين ثبَتوا مِن الرُّماةِ في مقاعدِهم التي أَقْعَدَهم فيها رسولُ اللهِ (٥)؛ محافظةً على عهدِ رسولِ اللهِ ﷺ[وأمرِه](٦)، وابْتِغاءَ ما عندَ اللهِ مِن الثوابِ بذلك مِن فعلِهم، والدارِ الآخرةِ.
كما حدَّثنا محمد بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ المفضَّلِ، قال: ثنا أسباطُ،
(١) في م: "لما". (٢) البيتان في المقتضب ٢/ ٨١ ومعاني القرآن للفراء ١/ ١٠٧، ٢٣٨. (٣) في المقتضب: "امتلأت"، وفى س: "ثملت". وقملت بطونكم، أي: كثرت قبائلكم. ينظر اللسان (ق م ل). (٤) قلبتم ظهر المجن لنا، أي: عاديتمونا بعد مودة ورعاية. (٥) بعده في م: "واتبعوا أمره". (٦) سقط من: م.