قال: والسُّرادقُ: دخانُ النارِ. فأحاطَ بهم سرادقُها، ثم تفرَّق، فكان ثلاثَ شُعَب، فقال: ﴿انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ﴾؛ شُعبةٍ ههنا، وشُعْبةٍ ههنا، وشُعْبةٍ ههنا، ﴿لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ﴾ (١).
وقولُه: ﴿لَا ظَلِيلٍ﴾. يقولُ: لا هو يُظِلُّهم مِن حرِّها، ﴿وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ﴾: ولا [يُكِنهم من لهبِها](٢).
وقولُه: ﴿إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ﴾. يقولُ تعالى ذكره: إن جهنم تَرْمى بشررٍ كالقَصْرِ. فقرَأ ذلك قرأةُ الأمصارِ: ﴿كَالْقَصْرِ﴾ بجزمِ الصادِ.
واختلَف الذين قرءُوا ذلك كذلك في معناه؛ فقال بعضُهم: هو واحدُ القصورِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ﴾. يقولُ: كالقصرِ العظيمِ (٣).
حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا مِهرانُ، عن سفيانَ، عن خُصيفٍ، عن مجاهدٍ: ﴿إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ﴾. قال: ذكَر القصرَ.
حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: أخبَرني يزيدُ بنُ يونسَ، عن أبي صخرٍ في قولِ اللهِ: ﴿إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ﴾. قال: كان القُرَظِيُّ يقولُ: إن
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٠٤ إلى المصنف. (٢) في ت ٢: "يكفهم من لهبها". (٣) أخرجه البيهقي في البعث (٥٧١) من طريق أبي صالح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٠٤ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.