اختلَفتِ القرأةُ فى قراءةِ ذلك؛ فقرَأتَه عامةُ قرأةِ المدينةِ والحجازِ والبصرةِ وبعضُ الكوفيين:(وأما الذين سَعِدوا) بفتحِ السينِ (٣).
وقرَأ ذلك جماعةٌ من قرأةِ الكوفيين ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا﴾ بضمِّ السينِ (٤)، بمعنى: رُزِقوا السعادةَ.
والصوابُ مِن القولِ فى ذلك أنهما قراءتان معروفتان، فبأيتِهما قرَأ القارئُ فمصيبٌ الصوابَ.
فإن قال قائلٌ: وكيف قيل: ﴿سُعِدُوا﴾. فيما لم يُسَمَّ فاعلُه، ولم يُقَلْ:"أُسْعِدوا"، وأنت لا تقولُ في الخبرِ فيما سُمِّى (٥) فاعلُه: سعَده اللهُ. بل إنما تقولُ:
(١) بعده فى ص، ت ٢، س، ف: "من". (٢) سقط من: م. (٣) هي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر. ينظر السبعة ص ٣٣٩، والتيسير ص ١٠٣، والكشف ٥٣٦. (٤) هى قراءة حمزة والكسائى وعاصم فى رواية حفص. ينظر السابق. (٥) في الأصل: "لم يسمَّ".