وقد زعَم قومٌ أنه "يَفْعَل"، من قولِ القائلِ: وسِع يَسَعُ. ولا تَكادُ العربُ تُدْخِلُ الألفَ واللامَ على اسم يَكونُ على هذه الصورة - أَعْنِي: على "يَفْعَل"، لا يقولون: رأيْتُ اليزيدَ، ولا أتاني اليحيى (٢)، ولا مرَرْتُ باليَشْكُرِ - إلا في ضرورةِ شعرٍ، وذلك أيضًا إذا تُحُرِّي به المدحُ، كما قال بعضُهم (٣):
فأَدْخَل في "اليزيدِ" الألفَ واللامَ؛ وذلك لإدخالِه إياهما في "الوليد"، فأتْبَعه "اليزيدَ" بمثلِ لفظِه.
وقرَأ ذلك جماعةٌ مِن قرأةِ الكوفيين:(واللَّيْسَعَ) بلامَيْن وبالتشديد (٥).
(١) هي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وأبي جعفر ويعقوب. النشر ٢/ ١٩٥. (٢) في م: "التجيب". (٣) هو ابن ميادة الرماح بن أبرد، والبيت في معاني القرآن للفراء ١/ ٣٤٢، وأمالي ابن الشجرى ٢/ ٢٥٢. (٤) في م: "بأعباء". قال البغدادي: والأحناء جمع حِنو بالكسر، وهو الجانب والجهة، وقيل: هو هنا بمعنى السَّرج والقتَب، كنى به عن أمور الخلافة الشاقة. خزانة الأدب ٢/ ٢٢٧. (٥) هي قراءة حمزة والكسائي وخلف. النشر ٢/ ١٩٥.