حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جُرَيْجٍ، قال: بلَغَنا أن النبيَّ ﷺ دعا يهودَ أهلِ المدينةِ إلى ذلك، فأبَوْا عليه، فجاهَدَهم. قال: دعاهم إلى قولِ اللهِ ﷿: ﴿قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُم﴾ الآية (١).
وقال آخَرون: بل نَزَلَت في الوفدِ مِن نصارَى نَجْرانَ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا ابن حُميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابن إسحاقَ، عن محمدِ بن جعفرِ بن الزبيرِ: ﴿قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُم﴾ الآية إلى قولِه: ﴿فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾. قال: فدعاهم إلى النَّصَفِ، وقطَع عنهم الحُجَّةَ. يعنى وفد نَجْرانَ (٢).
حدَّثنا موسى، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ، قال: ثم دعاهم رسولُ اللهِ ﷺ يعنى الوفدَ من نصارَى نَجْرانَ - فقال: ﴿قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ﴾ الآية (٣).
حدَّثني يونُسُ، قال: أَخْبَرَنا ابن وهبٍ، قال: ثنا ابن زيدٍ، قال: قال - يعني جلّ ثناؤُه -: ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ﴾ في عيسى - على ما قد بيَّناه فيما مضَى (٤) - قال: فأبَوْا - يعنى الوفدَ مِن نَجْرانَ - فقال: ادْعُهم إلى أَيْسَرَ مِن هذا، قُلْ:
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٦٩ (٣٦٢٨) من طريق ابن ثور، عن ابن جريج بنحوه. (٢) سيرة ابن هشام ١/ ٥٨٣، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٧٠ (٣٦٣١) من طريق سلمة عن ابن إسحاق قوله. (٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٤٠ إلى المصنف. (٤) ينظر الأثر المتقدم في ص ٤٦٢، ٤٦٣.