حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا عبدةُ بنُ سليمانَ، عن جُوَيْبِرٍ، عن الضحاكِ: ﴿فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ﴾. قال: الحيةُ الذكرُ (١).
وأما قولُه: ﴿وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ﴾. فإنه يقولُ: وأخْرج يدَه فإذا هي بيضاءُ تلوحُ لمَن نظَر إليها مِن الناسِ.
و كان موسى فيما ذُكِر لنا آدمَ، فجعَل اللهُ تحوُّلَها (٢) بيضاءَ مِنْ غيرِ بَرَصٍ له آيةً، وعلى صدقِ قولِه: ﴿إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ حُجَّةً.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني العباسُ بنُ الوليدِ، قال: أخبَرَنا يزيدُ بن هارونَ، قال: أخبَرنا الأصبغُ بنُ زيدٍ، عن القاسمِ بن أبي أيوبَ، قال: ثني سعيدُ بنُ جبيرٍ، عن ابن عباسٍ، قال: أخرَج يدَه مِن جيبِه فرآها بيضاءَ مِن غيرِ سوءٍ، يعني: مِن غيرِ بَرَصٍ، ثم أعادها إلى كُمِّه، فعادت إلى لونِها الأوَّلِ (٣).
حدَّثني المثنى، قال: ثنا عبدُ اللهِ، قال: ثنى معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ﴾. يقولُ: مِن غيرِ بَرَصٍ.
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِ الله: ﴿وَنَزَعَ يَدَهُ﴾. قال: نزَع يدَه من جيبِه،
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٥٣٢، ٨/ ٢٧٠٨ (٨٧٩٤، ١٥٥٨٩) من طريق عبدة عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس. (٢) في م: "تحول يده". (٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٥٣٣، ٨/ ٢٧٥٩ من طريق يزيد بن هارون به، وهو جزء من حديث الفتون.