وقوله: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: وكلَّ شيءٍ كان أو هو كائنٌ أَحْصيناه فأَثْبتناه في أمِّ الكتابِ، وهو الإمامُ المبينُ. وقيل: ﴿مُبِينٍ﴾؛ لأنه يُبِينُ عن حقيقةِ جميعِ ما أُثْبِت فيه.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
[ذكر من قال ذلك]
حدَّثنا ابنُّ بشارٍ، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ، قال: ثنا سفيانُ، عن منصورٍ، عن مجاهد: ﴿فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾. قال: في أمِّ الكتابِ (١).
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾: كلُّ شيءٍ مُحْصى عندَ اللهِ في كتابٍ (٢)
حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾. قال: أمُّ الكتابِ الذي (٣) عند الله فيه (٤) الأشياءُ كلُّها، هو (٥) الإمامُ المبينُ (٦).
(١) تفسير الثورى ص ٢٤٨ عن ليث عن مجاهد، وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (١٥٢) من طريق سفيان عن مجاهد، وذكره ابن كثير في تفسيره ٦/ ٥٥٣، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٦٠، ٢٦١ إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ٦/ ٥٥٣، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٦١ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن أبي حاتم. (٣) في م، ت ١: "التي". (٤) في م، ت ١، ت ٢: "فيها". (٥) في م: "هي". (٦) ذكره ابن كثير في تفسيره ٦/ ٥٥٣.