يعنى بذلك جلّ ثناؤه: إن اللَّهَ لا يُحِبُّ المختالَ الفخورَ، الذي يَبْخَلُ وَيَأْمُرُ الناسَ بالبخلِ، فـ ﴿الَّذِينَ﴾ يَحْتَمِلُ أن يكونَ فى موضعِ رفعٍ ردًّا على ما فى قولِه: ﴿فَخُورًا﴾ مِن ذكرٍ (٣)، ويَحْتَمِلُ أن يكونَ نصبًا على النعتِ لـ "مَن".
والبخلُ فى كلامِ العربِ: منعُ الرجلِ سائلَه ما لديه وعندَه مِن (٤) فضلٍ عنه.
كما حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابنِ جُريجٍ، عن ابنِ طاوسٍ عن أبيه فى قولِه: ﴿الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ﴾. قال: البخلُ أن يَبْخَلَ الإنسانُ بما في يديه، والشُّحُّ: أن يَشحَّ على ما في أيدى الناسِ. قال: يُحِبُّ أن يكونَ له ما في أيدى الناس بالحلِّ والحرامِ، لا يَقْنَعُ (٥).
(١) في م والدر المنثور وتفسير ابن كثير: "تجد". (٢) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٢/ ١٦٢ إلى المصنف. وذكره ابن كثير في تفسيره ٢/ ٢٦٥ عن المصنف. (٣) فى م: "ذم". (٤) كذا في النسخ، ولعل صوابها و "ما"، وينظر تعليق الشيخ شاكر عليها. (٥) أخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره ٣/ ٩٥١ (٥٣١٨) من طريق ابن جريج به. إلى قوله: "يديه"، وأخرجه المزى فى تهذيب الكمال ٣/ ٣٦٤ معلقا عن ابن جريج به.