قال أبو جعفرٍ: ثم اختلف أهلُ التأويلِ في صفة تبدُّلهم الخبيث (١) بالطَّيبِ الذي نُهُوا عنه ومعناه؛ فقال بعضُهم: كان أوصياءُ اليتامى يَأْخُذون الجيدَ مِن مالِهم (٢) والرفيعَ منه، ويجعلون مكانه لليتيم الردئ والخسيسَ، فذلك تبديلُهم الذي نهاهم الله تعالى عنه.
ذكرُ مِن قال ذلك
حدَّثنا أبو كُرَيبٍ، قال: ثنا ابن يَمانٍ، عن سفيانَ، عن مُغيرة، عن إبراهيمَ: ﴿وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ﴾. قال: لا تُعْطِ زَيْفًا وتأخذ جيدًا (٣).
حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن السديِّ، وعن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيدٍ بن المسيبِ، ومَعْمَرٍ عن الزهريِّ، قالوا: يُعْطِى مَهْزولًا ويَأْخُذُ سمينًا.
حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا ابن يمانٍ عن سفيانَ، عن رجلٍ، عن الضحاك، قال: لا تُعْطِ فاسدًا وتَأْخُذَ جيدًا (٤).
حدَّثنا محمدُ بنُ الحسين، قال: ثنا أحمدُ بنُ المُفَضَّلِ، قال: ثنا أَسْباطُ، عن السُّدِّيِّ: ﴿وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ﴾: كان أحدُهم يَأْخُذُ الشاةَ السمينةَ مِن غنمِ
(١) بعده في الأصل: "كان". (٢) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "ماله". (٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٨٥٦ (٤٧٣٧) من طريق يحيى بن يمان به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١١٧ إلى ابن المنذر. (٤) قول السدى في تفسير سفيان ص ٨٦، وقول سعيد أخرجه ابن أبي حاتم ٣/ ٨٥٥ (٤٧٣٦) من طريق يحيى بن يمان به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١١٧ إلى ابن المنذر. وقول الزهرى أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٨٥٥ عقب أثر (٤٧٣٦) معلقًا. وقول الضحاك في تفسير سفيان ص ٨٦.