مجاهدٍ: ﴿وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ﴾. قال: قال عبيدُ بنُ عميرٍ: يُؤتَى بالرجلِ الطويلِ العظيمِ فلا يَزِنُ جناحَ بعوضةٍ.
حدَّثني الحارثُ، قال: ثنا عبدُ العزيز، قال: ثنا يوسفُ بنُ صهيبٍ، عن موسى، عن بلالِ بن يحيى، عن حذيفةَ، قال: صاحبُ الموازينِ يومَ القيامةِ جبريلُ ﵇، قال: يا جبريلُ، زِنْ بينَهم، [فردَّ مِن بعضٍ على بعضٍ. قال: وليس ثُمَّ ذَهَبٌ ولا فضةٌ. قال: فإن كان للظالمِ حسناتٌ أُخِذَ مِن حسناتِه](١) فَرُدَّ على المظلومِ، وإن لم يكنْ له حسناتٌ حُمِلَ عليه من سيئاتِ صاحبِه، فيرجِعُ الرجلُ وعليه مثلُ الجبالِ، فذلك قولُه: ﴿وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ﴾ (٢).
واختلَف أهلُ التأويلِ في تأويلِ قولِه: ﴿فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ﴾؛ فقال بعضُهم: معناه: فمَن كَثُرت حسناتُه.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا جريرٌ، عن الأعمشِ، عن مجاهدٍ: ﴿فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ﴾. قال: حسناتُه (٣).
وقال آخرون: معنى ذلك: فمن ثَقُلَتْ موازِينُه التي تُوزَنُ بها حسناتُه وسيئاتُه.
قالوا: وذلك هو الميزانُ الذي يعرِفُه الناسُ، له لسانٌ وكِفَّتان.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، قال: قال ابن جريجٍ:
(١) سقط من: م. (٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٦٩ للمصنف وابن أبي الدنيا واللالكائي. (٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤٤١ (٨٢٢٦) من طريق جرير به، وهو في الدر المنثور من تمام الأثر المتقدم في الصفحة السابقة.