لهؤلاء المشركين أجلًا لهلاكِهم، ووقتًا لعذابهم ﴿لَا رَيْبَ فِيهِ﴾. يقولُ: لا شكَّ فيه أنه آتيهم ذلك الأجلُ، ﴿فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا﴾. يقولُ: فأبَى الكافرون إلا جحودًا بحقيقةِ وعيدِه الذي أوعَدهم، وتكذيبًا به.
يقولُ تعالى ذكرُه لنبيِّه: قُلْ يا محمدُ لهؤلاء المشركين: لو أنتم أيها الناسُ تَمْلِكُون خزائنَ أملاكِ ربى من الأموالِ - وعَنَى بالرحمةِ في هذا الموضعِ المالَ - ﴿إِذًا لأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ﴾. يقولُ: إذن لَبَخِلْتُم به، فلم تجودُوا بها على غيرِكم، خشية من ﴿الْإِنْفَاقِ﴾ (١)؛ الإِقْتارِ.
كما حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجّاجٌ، عن ابن جُريجٍ، قال: قال ابن عباسٍ: ﴿إِذًا لأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ﴾. قال: الفقرِ (٢).
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ﴾. أي: خشيةَ الفاقةِ.
حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبَرنا عبدُ الرزّاقِ، قال: أخبَرنا معمرٌ، عن قتادةَ مثلَه (٣).
وقولُه: ﴿وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا﴾. يقولُ: وكان الإنسانُ بخيلًا مُمْسِكًا.
كما حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا عبدُ الله، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن
(١) بعده في م: "و". (٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٠٤ إلى المصنف وابن المنذر. (٣) تفسير عبد الرزاق ١/ ٣٩٠. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٢٠٤ إلى المصنف وابن أبي حاتم.