وقوله تعالى ذكرُه: ﴿لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾. [يقولُ تعالى ذكرُه لننالَهم بهوانٍ في حياتِهم الدنيا بما نزَل بهم من العذابِ، ﴿وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى﴾](١). يقولُ جلَّ ثناؤُه: ولَعذابُنا إياهم في الآخرةِ أخزَى لهم وأشدُّ إهانةً وإذلالًا، ﴿وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ﴾. يقولُ: وهم، يعنى عادًا، لا ينصرُهم من اللَّهِ يومَ القيامةِ إذا عذَّبهم ناصرٌ، فينقِذَهم منه، أو ينتصرَ لهم.
يقولُ تعالى ذكرُه:[وأمَّا ثمود](١) فبينا لهم سبيلَ الحقِّ وطريقَ الرشدِ.
كما حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ﴾. يقولُ: بيَّنا لهم (٢).
[حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ﴾. أي: بيَّنا لهم سبيلَ الخيرِ والشرِّ](٣).
حدَّثنا محمدٌ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ﴾: بيَّنا لهم (٤).
حدَّثني يونس، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه:
(١) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣. (٢) بعده في ت ٢ ت ٣: "سبيل الخير والشر". والأثر أخرجه ابن أبي حاتم - كما في الإتقان ٢/ ٤٢ من طريق أبي صالح به - وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣٦٢ إلى ابن المنذر. (٣) سقط من ت ٢، ت ٣. والأثر ذكره ابن كثير في تفسيره ٧/ ١٥٨، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٦٢ إلى عبد بن حميد. (٤) ذكره الطوسي في التبيان ٩/ ١١٤، وابن كثير في تفسيره ٧/ ١٥٨.