حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ الأَعْلى، قال: ثنا محمدُ بنُ ثَوْرٍ، عَن مَعْمَرٍ، عن قتادة: ﴿وَالْمُؤْتَفِكَاتِ﴾. قال: قومِ لوطٍ، انْقَلَبَت بهم أرضُهم، فجُعِل عاليها سافلَها (١).
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَالْمُؤْتَفِكَاتِ﴾. قال: هم قومُ لوطٍ.
فإن قال قائلٌ: فإن كان عَنَى بـ ﴿وَالْمُؤْتَفِكَاتِ﴾ قومَ لوطٍ، فكيف قيل: المؤتفكاتُ، فَجُمِعَت ولم تُوَحَّد؟
قيل: إنها كانت قَرْياتٍ ثلاثًا، فجُمِعَت لذلك، ولذلك جُمعت بالتاءِ على قولِ اللَّهِ: ﴿وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى﴾ [النجم: ٥٣].
فإن قال: وكيف قيل: أَتتهم رسلهم بالبيناتِ، وإنما كان المُرْسَلُ إليهم واحدًا؟
قيل: معنى ذلك: أَتَى كلَّ قريةٍ من المؤتفكاتِ رسولٌ يَدْعُوهم إلى اللهِ، فتكونُ رسلُ رسولِ اللهِ ﷺ الذين بَعَثَهم إليهم (٢) للدعاءِ إلى اللهِ عن رسالاته (٣) رُسُلًا إليهم، كما قالت العربُ لقومٍ نُسبوا إلى أبى فُدَيْكٍ الخارِجيِّ: الفُدَيْكات، وأبو فُدَيْكٍ واحدٌ ولكن أصحابَه لما نُسبوا إليه وهو رئيسُهم، دُعُوا بذلك ونُسِبوا إلى رئيسِهم. فكذلك قولُه: ﴿أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ﴾.
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٨٣٧ من طريق محمد بن عبد الأعلى، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٢٨٣ عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٥٥ إلى ابن المنذر. (٢) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "إليه". (٣) في م: "رسالته".