اخْتَلَفَت القَرَأَةُ في قراءة ذلك؛ فقَرَأتْه عامَّةُ قَرَأَةِ أهل المدينة والبصرة:(إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ)(٤). بمعنى: إن هذا الذي جئْتَنا به - يَعْنون القرآن - لسحرٌ مبينٌ. وقرأ ذلك مسروقٌ، وسعيدُ بنُ جُبَيرٍ، وجماعةٌ مِن قَرَأةِ الكوفيين: ﴿إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ﴾ (٥)؛ [بمعنى: إِنَّ هذا النذير الذي يَدْعونا إلى التوحيد - يَعْنون النبيَّ صلَّى الله عليه - لساحرٌ مُبينٌ](٦).
وقد بَيَّنتُ فيما مَضَى (٧) مِن نظائر ذلك، أن كلَّ موصوفٍ بصفةٍ يَدُلُّ (٨) الموصوفُ على صفتِه، وصفتُه عليه، فالقارئُ مُخَيَّرٌ في القراءةِ في ذلك، وذلك نظيرُ هذا الحرف: ﴿قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ﴾ و (لسِحْرٌ
(١) العادي: القديم، كأنه منسوب لعادٍ قوم هودٍ ﵇، وكل قديم ينسبونه إلى عادٍ، وإن لم يدركهم. وطمَّت: عَلَت وغَمَرت. ينظر اللسان (ع د و)، (ط م م). (٢) في م: "تقدمه". (٣) في الأصل، ص، م، ت ١، ت ٢ س: "لسحر". (٤) هي قراءة نافع وأبي عمرو وابن عامر، السبعة ص ٣٢٢، والكشف عن وجوه القراءات ١/ ٤٢١. (٥) هي قراءة ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي. المصدران السابقان. (٦) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف. (٧) ينظر ما تقدم في ٩/ ١١٥، ١١٦. (٨) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "ترك"، وفى م: "نزل".