تَصْعَدُ فيه، كالدَّرَج وما أشبهَها، كما قال الشاعرُ (١):
لا يُحْرِزُ المرء أحجاءُ (٢) البلادِ ولا … يُبْنى له في السماواتِ السَّلالِيمُ
﴿فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ﴾ منها، يعنى: بعلامةٍ وبرهانٍ على صحةِ قولِك، غيرِ الذي أتيْتُك، فافْعَلْ.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال بعضُ أهلِ التأويلِ
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا المثنى، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ، قال: ثني معاويةُ بنُ صالحٍ، عن عليِّ بن أبي طلحة، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ﴾: والنَّفَقُ السَّرَبُ، فتَذْهَبَ فيه فتأتيَهم بآيةٍ، أو [تَجْعَل لهم](٣) سُلَّمًا في السماء فتَصْعَدَ عليه، فتَأْتِيهم بآيةٍ أفضلَ مما أتَيْناهم به، فافْعَل (٤).
حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخْبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخْبَرنا معمرٌ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ﴾. قال: سَرَبًا، ﴿أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ﴾. قال: يعنى الدَّرَجَ (٥).
حدَّثني محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ المفضلِ، قال: ثنا أسباطُ، عن
(١) هو تميم بن أبي بن مقبل، والبيت في ديوانه ص ٢٧٣. (٢) أحجاء البلاد: نواحيها وأطرافها. اللسان (ح ج و) والبيت فيه. (٣) في م: "تجعل لك"، وفى ت ١: "يجعل الله لهم"، وفى ت ٢، ت ٣: "يجعل لهم". (٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٢٨٤ (٧٢٤٨، ٧٢٤٩) من طريق أبي صالح به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٠ إلى ابن المنذر. (٥) تفسير عبد الرزاق ١/ ٢٠٧. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٢٨٤ (٧٢٤٦، ٧٢٤٧) عن الحسن بن يحيى به.